رواية رائعة بقلم الكاتبة رنا هادي
من بعيد ولا يعطى لنفسه فرصه الاقتراب او الحديث معها لم يقابل امير خلال الأسبوعين وكأنه يخشى ان ينفذ تهديده له فهو يعلم أن صديقه لا ېهدد لكى يبث الخۏف داخله لكنه ېهدد من أجل التنفيذ
ومالك كما هو فى روتين حياته هى عبارة عن العمل واهتمامه باشقائه البنات لا شئ اخر
اما بالنسبه لجميلتنا الصغيرة كانت ومازالت تحاول تجاوز ماضيها مع
مصطفى تشعر منذ فترة بشئ غريب يحدث او سوف يحدث بالاضافه ان كلمات امير مازالت تدور فى رأسه فبعد مصطفى والذى اجتنبته من حبها الاول من خيبه وفقدان ورحيل لا تستطيع تجربه مرة اخرى فهى لم تستطع الى الان نسيان او
تجاوز مصطفى وحبها له وقلبها لا يستطيع ان يخذل مرة اخرى
كانت الأيام تمضي بثقل مخيف كأنها تحمل على عاتقيها الأرض
لكن تاتى الرياح بما لا تشتهى السفن تذكرت ذكرى اليمه على قلبها وهى تتنفس من رائحه العطر الذى كان قد اهداها اياه مصطفى فى احدى اعياد ميلادها
كان يتجول في الشوارع لا يعلم اين هو الان هو يختار بينها وبين جثتها اختيار لا يريد حتى التفكير به ظل هكذا لمده من الزمان ثم حسم قراره وقرر الايكون انانيا اتصل بها وطلب منها النزول لكي تقابله كان يحدثها بنبرة مخيفة لغايه حاولت التسلل ونزلت لتقابله كان والاول مره يقف خارج السيارة
جاي دلوقتى ليه لو ماما شافتنا هتزعل
مصطفى بهدوء مخيف
جاي اقولك اني مسافر
سارة بتعجب من حديثه
مسافر مره وحدة كده طب هتيجى أمتي
مصطفى بنفس النبرة
مش عارف بس ممكن سنه أتنين تلاته او اكتر
سارة پصدمة
اكتر ازاى يعنى و انا هتسافر وتسبني
ليجيب عكس ما بداخله
ورايا شغل وحاجات أهم من الى انت بتقولي
سارة پصدمة وهى تقترب منه تريد ان ترى عينيه تريده ان يخبرها انه يمزح
انه ېكذب ليس الا
مصطفى انت كويس انت بتقول ايه
مصطفى بضعف يحول ان يدريها
وذهب بالسيارة وتركها خلفه تقف والدموع تنهمر من عينها تجمدت كالألة قال انه مسافر ولا تعلم متى سيعود اكان هذا حقيقى
هل هو تخلى عنها هل سينقض كل الوعود اجابات لا تعرف معنها
ومازالت تقف ترى سيارته وقلبها ينهار
و
باك
انا مظلمتكش يا مصطفى انت اللى خنت ثقتى مرتين مرة لما سافرت والمرة التانيه لما افتكرت انك رجعتلى بس كنت جى عشان توجعنى اكتر الله يسامحك على ۏجع قلبي اللى انا فيه بسببك
كانت
تحدث نفسها بصوت مسموع وكأنها تذكر نفسها بكونه هو من ظلمها وانه قد تخلى عنها
ومسحت دمعه واحدة سالت من عينها على ما حل بها من حزن ووحده والم وفراق فبعد ان كانت تلك الفتاه التى لا تكف عن المزاح او الحديث والتحرك من مكان الى اخر اصبحت اكثر هدوء قليله الكلام لا تحب الاختلاط بالناس كما فى السابق تكتفى باخواتها الاثنين وصديقتها الوحيده لا تكترس بشئ فى تلك الحياه بعد ما حدث لها على يد من احبته من قسۏة وبعد وخذلان وعدم اهتمام بالظروف والمسئولية
أعرف أنني أتغير أصبحت هادئ أكثر من قبل أتجنب المناقشات وكلمات اللوم والعتاب أشعر بالملل من المحادثات الطويله لا أطيق التحدث بالهاتف لا أعبر عم أشعر به لأي شخص مهما كنت غاضبا أو حزينا او محطما أصبحت أكثر ط عقلانيه أفكر كثيرا قبل إتخاذ قرار واحد أنا الذي كنت لا أجيد التخلي تغيرت !
الهادئون دائما في أرواحهم ضجيج مستمر
يستيقظ من نومه بعد مرور وقت طويل على رنين هاتفه وهو يتافف بضجر علة هذا المزعج فقد ظل الليل بأكمله يبحث عنها ولم يغفى الا عند بصوغ النهار ليجيب على هاتفه الذى لا يعلم كم من الوقت استمر بالرنين مين معايا
جاء الرد من الطرف وهو يقول بحماس انت فى مصر
ليجيبه بهدوء وهو يعتدل فى نومته
اكيد يا اسر شركتى فاتحه فرع جديد فى اسكندرية
آسر بفرحة وهو يتحدث بحماس
كنت متأكد انك هترجع وحشتنى يا صحبى
ليجيبه بابتسامة متألمه تزين ثغره
وانت اكتر شويه كده وهجيلك بس مش عاوز حد يعرف
اسر بجديه وهو يومأ برأسه كأنه يراه اكيد متخفش
ليردف بجديه وهو ينهض من الفراش