الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة رنا هادي

انت في الصفحة 18 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز


من بعيد ولا يعطى لنفسه فرصه الاقتراب او الحديث معها لم يقابل امير خلال الأسبوعين وكأنه يخشى ان ينفذ تهديده له فهو يعلم أن صديقه لا ېهدد لكى يبث الخۏف داخله لكنه ېهدد من أجل التنفيذ
ومالك كما هو فى روتين حياته هى عبارة عن العمل واهتمامه باشقائه البنات لا شئ اخر 
اما بالنسبه لجميلتنا الصغيرة كانت ومازالت تحاول تجاوز ماضيها مع


مصطفى تشعر منذ فترة بشئ غريب يحدث او سوف يحدث بالاضافه ان كلمات امير مازالت تدور فى رأسه فبعد مصطفى والذى اجتنبته من حبها الاول من خيبه وفقدان ورحيل لا تستطيع تجربه مرة اخرى فهى لم تستطع الى الان نسيان او
تجاوز مصطفى وحبها له وقلبها لا يستطيع ان يخذل مرة اخرى 
كانت الأيام تمضي بثقل مخيف كأنها تحمل على عاتقيها الأرض 
كانت سارة تجلس فى غرفتها تشعر منذ ان اخبرها اخيها عن امر تلك الحفلة وقلبها لم يهدأ تشعر بشئ سئ سوف يحدث لكنها قررت تجاهل ذلك الاحساس وتذهب الى الحفل حتى لا يحزن مالك لانها ان لم تحضر هو أيضا لن يذهب الى الحفلة وكذلك ملك التى سعدت بكونها ذاهبه الى الحفل لانها تعشق الحفلات وخروج والتجمعات 
لكن تاتى الرياح بما لا تشتهى السفن تذكرت ذكرى اليمه على قلبها وهى تتنفس من رائحه العطر الذى كان قد اهداها اياه مصطفى فى احدى اعياد ميلادها
فلاش باك 
كان يتجول في الشوارع لا يعلم اين هو الان هو يختار بينها وبين جثتها اختيار لا يريد حتى التفكير به ظل هكذا لمده من الزمان ثم حسم قراره وقرر الايكون انانيا اتصل بها وطلب منها النزول لكي تقابله كان يحدثها بنبرة مخيفة لغايه حاولت التسلل ونزلت لتقابله كان والاول مره يقف خارج السيارة 
تعجبت سارة من مجيئه 
جاي دلوقتى ليه لو ماما شافتنا هتزعل
مصطفى بهدوء مخيف 
جاي اقولك اني مسافر
سارة بتعجب من حديثه 
مسافر مره وحدة كده طب هتيجى أمتي
مصطفى بنفس النبرة 
مش عارف بس ممكن سنه أتنين تلاته او اكتر
سارة پصدمة 
اكتر ازاى يعنى و انا هتسافر وتسبني 
مصطفى يريد ان ېصرخ و يقول لها أنه لا يستحمل بعدها ولكن لا يستطيع فإذا اختارها ستكون مماتها واذا ابتعد سيكون مماته هو
ليجيب عكس ما بداخله
ورايا شغل وحاجات أهم من الى انت بتقولي
سارة پصدمة وهى تقترب منه تريد ان ترى عينيه تريده ان يخبرها انه يمزح 

انه ېكذب ليس الا
مصطفى انت كويس انت بتقول ايه
مصطفى بضعف يحول ان يدريها 
بقول زى ما انت سمعتي انا ماشى سلام 
وذهب بالسيارة وتركها خلفه تقف والدموع تنهمر من عينها تجمدت كالألة قال انه مسافر ولا تعلم متى سيعود اكان هذا حقيقى 
هل هو تخلى عنها هل سينقض كل الوعود اجابات لا تعرف معنها 
ومازالت تقف ترى سيارته وقلبها ينهار 
و
باك
انا مظلمتكش يا مصطفى انت اللى خنت ثقتى مرتين مرة لما سافرت والمرة التانيه لما افتكرت انك رجعتلى بس كنت جى عشان توجعنى اكتر الله يسامحك على ۏجع قلبي اللى انا فيه بسببك 
كانت
تحدث نفسها بصوت مسموع وكأنها تذكر نفسها بكونه هو من ظلمها وانه قد تخلى عنها
ومسحت دمعه واحدة سالت من عينها على ما حل بها من حزن ووحده والم وفراق فبعد ان كانت تلك الفتاه التى لا تكف عن المزاح او الحديث والتحرك من مكان الى اخر اصبحت اكثر هدوء قليله الكلام لا تحب الاختلاط بالناس كما فى السابق تكتفى باخواتها الاثنين وصديقتها الوحيده لا تكترس بشئ فى تلك الحياه بعد ما حدث لها على يد من احبته من قسۏة وبعد وخذلان وعدم اهتمام بالظروف والمسئولية
أعرف أنني أتغير أصبحت هادئ أكثر من قبل أتجنب المناقشات وكلمات اللوم والعتاب أشعر بالملل من المحادثات الطويله لا أطيق التحدث بالهاتف لا أعبر عم أشعر به لأي شخص مهما كنت غاضبا أو حزينا او محطما أصبحت أكثر ط عقلانيه أفكر كثيرا قبل إتخاذ قرار واحد أنا الذي كنت لا أجيد التخلي تغيرت !
الهادئون دائما في أرواحهم ضجيج مستمر 
يستيقظ من نومه بعد مرور وقت طويل على رنين هاتفه وهو يتافف بضجر علة هذا المزعج فقد ظل الليل بأكمله يبحث عنها ولم يغفى الا عند بصوغ النهار ليجيب على هاتفه الذى لا يعلم كم من الوقت استمر بالرنين مين معايا
جاء الرد من الطرف وهو يقول بحماس انت فى مصر
ليجيبه بهدوء وهو يعتدل فى نومته 
اكيد يا اسر شركتى فاتحه فرع جديد فى اسكندرية
آسر بفرحة وهو يتحدث بحماس 
كنت متأكد انك هترجع وحشتنى يا صحبى
ليجيبه بابتسامة متألمه تزين ثغره 
وانت اكتر شويه كده وهجيلك بس مش عاوز حد يعرف
اسر بجديه وهو يومأ برأسه كأنه يراه اكيد متخفش
ليردف بجديه وهو ينهض من الفراش
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 84 صفحات