رواية رائعة بقلم الكاتبة هالة الحسيني
لكن المسكين لا يسلم من مقالبها التي يظنها هلاوس نوم
و في ليلة
تظهر بدور و هي جالسة امام المسبح و واضعة قدميها في الماء و شاردة كعادتها فيأتي ثائر و يجلس بجانبها و يفعل ما تفعله انتبهت له بدور و نظرت له و قالت
بدور ملاحظة انك بتقعد معايا كتير من ساعة ما المعاهدة اتعملت
ثائر عادي زي ما تقولي كدة برتاح لما اقعد معاكي
ثائر عادي و كمان انا ملتزم بالمعاهدة و الصداقة المؤقتة اللى بينا
بدور اممم ماشي
ثائر بدور عايز اسألك سؤال
بدور ايه هو
ثائر ليه بحس انك مضايقة من حاجة ليه بحس ان جواكي كلام كتير اوي ليه بحس انك مټألمة
نظرت له بدور و هو ايضا و كانت العيون قد بدأت بالحديث و اطالت قليلا لكن تفيق بدور و تقول
ثائر تسمحي تحكي لصديقك المؤقت
صمتت بدور قليلا ثم بدأت تتكلم بنبرة حزينة
بدور لما اتولد كان سيد هو ابويا و امي كانت كل حياتي كان سبد بيعاملني كبنته بجد و كان بيوديني المدرسة و يجيب ليا لعب و انا كنت البنوتة الشقية اللى بتضحك دايما و حياتها كلها مامتها و بابها لحد ما بقى عندي 18 سنة كنت نجحت في تالتة ثانوي و جايبة مجموع حلو اوي ماما تعبت تعبت اوي و علشان ظروفنا كانت وحشة و العلاج كان تكاليفه كتيرة حاولنا على قد ما نقدر نعالجها بس ماټت تعبت و عيط كتير اوي امي راحت و انا عندي 18 سنة مر شهر او اكتر و بدأ سبد يظهر على حقيقته و
ابتسمت بدور و قالت شكرا انا هطلع انام تصبح على الخير
ابعد يديه و قال و انتي من اهله
فتقوم بدور و تتجه الى الداخل و هي تشعر بأن قلبها سوف يخرج من مكانه بينما تابعها ثائر بنظراته حتى اختفت فيبتسم لا يعلم لماذا يشعر بسعادة و راحة لكن كم يكون هذا الشعور رائع
الفصل الخامس
قبل موعد الحفل بيوم
كانت بدور تجلس في الشرفة و تنظر للنجوم و شاردة و بينما هي هكذا دخل ثائر الشرفة و استغرب حالتها فجلس امامها و لن تنتبه له لذلك قال
ثائر بدور
انتبهت بدور له و نظرت له و قالت ايه ده انت دخلت امتى
بدور الصراحة لا اصل كنت سرحانة
ثائر هو ليه دايما بتبصي للنجوم دايما بلايقكي بتبصي للنجوم
ابتسمت بدور و قالت الانسان العادي يشوف النجوم جسد صلب ملهوش معنى في حياته و برغم جماله من بعيد إلا أن لو انت منه هتتحرق النجوم دي ليها ميزة عجيبة من بعيد او الظاهر ليك يبان انها جميلة جميلة جدا لكن كل ما منها اكتر يزيد دافع الهروب لان يظهر لك انها ممكن تأذيك بنارها و دي ميزة هتبقى في شخصين الاول الخبيث اللى يظهر لك الحاجة الكويسة و الخير و هو في الاصل عايز يأذيك ام التاني فهو يبان جميل اوي من بعيد لكن لما منه تلاقيه تعبان و عاكس اللى احنا شايفينه من بعيد فهمتني
ظل ثائر ينظر لها متأمل اياها و قد اعجبه كلامها بشدة فأبتسم و قال عندك حق كلامك صح انتي غريبة اوي على فكرة
بدور بتساؤل ليه
ثائر بتنهيد يعني خليط من بنت الحارة و فيلسوفة خليط من قوية و ضعيفة انت خليط من حاجات كتير
بدور بص يا ثائر انا اللى شوفته علمني علمني مضعفش ادام اي حد الفلسفة مش
شرط نتعلمها الفلسفة لغة الناس احنا احيانا بنتكلم بطرق فلسفية و منطقية و احنا مش واخدين بالنا فهمتني
ثائر و هو يهز راسه اها فهمتك
بدور بس انت بردو غريب بتبقى قاسې فجاة و حنين فجاة و كاره فجاة و صديق فجاة يعني مش محدد نفسك يا ثائر
ثائر انا شخصيا مش عارف ايه اللى بيحصل تعرفي يا بدور اول شوفتك فيها قولت ايه قولت انك مچنونة
و غريبة و لما عشرتك الايام دي حاسس انك انسانة صادقة مش عارف ليه برتاح لما اكلمك برتاح اوي بحس انك
جواكي طفلة صغيرة بتحاولي تخفيها بس بتظهريها لنفسك خاېفة تظهريها لحد صح
بدور انا اول مرة احكي لحد حكايتي او ابكي حد او اشكي لحد طول عمري بعيدة عن الكل يعني زي ما تقول مش عايزة من حد
ثائر حستها صحيح هو ليه مينفعش تأكلي غير كمية معينة و الكلام ده
بدور لان الهضم بتاعي صعب ممكن مشاكل كتير في معدتي علشان متعودة اخد دواء معين بعد الاكل و اكل كمية معينة
ثائر اممم طب ليه مقولتليش
بدور عادي انا بس ملقتوش موضوع مهم
ثائر لا طبعا مهم
نظرت له قليلا و قالت مش بقولك غريب
نظر لها هو ايضا و ظلا ينظران لبعضهما و كلا منهما في عيونه كلام كثير لا يعلمها و لا يفهمها إلا العيون فاقت بدور من هذا الحديث و نظرت لساعتها و وجدت الساعة اوشكت على الثانية فتنظر لثائر
و تقول
بدور احم الوقت اتأخر لازم ننام علشان الحفلة و التجهيزات و الكلام ده
ثائر ماشي اسبقيني و انا هاجي وراكي
ابتسمت و هزت راسها و قامت و اتجهت الى الداخل بينما ظل ثائر جالسا في الشرفة و عقله يشغله التفكير اين وعد الاڼتقام اين
ما قولته يا ثائر اين وعودك فقط ألتزمت بعهد السلام بينك و