رواية رائعة بقلم الكاتبة رنا هادي
دى دى واحده عامية ملهاش فايدة مفيش حاجة اسمها حب ولا فى زفت
ليختفى من امام أعين انصاف تلك السيدة الكبيره فى السن تنظر بأسى الى سليم ذلك الرجل المتعجرف لتقترب من الباب تطرقه بهدوء تقول بدموع
مصطفى حبيبى افتح يا بنى طمنى عليك
لياتيها صوته المبحوح من خلف الباب قائلا بضعف
امشى يا داده مش عاوز حد سيبينى فى حالى بالله عليكى
طب خليني معاك ومش هضيقك بس اطمن عليك
ليقول بصړاخ مش عاوز مش عاوز حد
لتردف باصرار هى الاخرى مش هسيبك وافتح بقولك اسمع الكلام
لتنتظر لحظات استمرت لدقائق حتى ظنت انه لم يقوم بفتح الباب وما كادت لترحل الا انها
لتربت هى على ظهره بعدوء وكأنها تواسي طفل صغير ليس برجل فى الثلاثينات من عمره
حبيي متعملش فى نفسك كده أكيد ربنا شيلك الخير هى مش نصيبك
لتقول بهدوء جادى انت اللى سبتها يا مصطفى
ليبتعد عنها قائلا بصړاخ وهو يتراجع الى الوراء
لتغمض عينها پألم و ۏجع على ذلك الشاب العاشق الذى بسبب غبائه ترك خطيبته فى اكثر وقت تحتاجه به لكنها تعلم أسبابه لتقترب منه تحنو عليه قائلة بحنان وهدوء
طب اهدى يا حبيبى انت كدا بتتعب نفسك
ليقف ودموعه تسيل ينظر بتيه حوله وتنفسه اصبح سريع بشكل غير طبيعى ولم يمر لحظات الا ووقع مغشيا عليه
أنت المحيط إلذي أوردته سفني والبلاد إلتي أسميتها وطني
طوال الطريق وهم فى حالة من الصمت منذ ان أخذها من امام البوابة الرئيسية للقصر القى عليها تحية الصباح فقط عندما راها ومن بعدها لم يفتح شفاه ببنت كلمه تختلس النظرات من حين لآخر
هو فاضل كتير لحد ما نوصل
ليبتسم بخفة قائلا ومازالت عينه نحو الطريق ايه زهقت بسرعه
لتقول بسرعه وهى تنظر اليه لا ابدا والله مقصد كدا انا بس بس
لينظر اليها بابتسامته من ثم يعود ببصره نحو الطريق
مالك متوترة كده ليه اهدى مش هخطفك فاضل ١٠ دقايق ونوصل
لتوما له براسها بصمت تدير وجهها
تنظر الى الطريق عبر نافذة السيارة ليمر الوقت سريعا الى ان وقف مالك بسيارته امام البرج السكنى الذى بقطن به هو واخوته ليقوم بصف السيارة بمكانها المحدد ليترجل منها ويتجه يفتح لها الباب لتترجل هى الاخرى منه تنظر الى المبنى بانبهار هى لم تتوقع أن يكون بمثل ذلك المكان كانت تتوقع انه متوسط الحال لكن يبدو انهم متيسيرين ماديا
مش هنتحرك !
اخرجها من شرودها وتفكيره هو سؤاله لها فقد كانت تقف تنظر الى البرج السكنى لتسير بجانبه تبتسم بخفوت فى وجه الحارس الامنى الذى القى عليه التحيه ليصعدا عبر المصعد الى الطابق المحدد ليقوم هو بوضع المفتاح فى الباب ولكن قبل فتحه استدار بوجهه قائلا بجديه
هندخل اوريكى
كل حاجة بس الجناح بتاعى انت اللى هتدخلى وتشوفيه ولو فى حاجة عاوزة تغيريها تبلغيني وانا هغيرهالك
ليكمل بداخله وهو يفتح الباب مش عارف ليه جدك مجاش ايه مش خايفين عليك لا
حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ليدلف كلا منهما الى الداخل ليبدا مالك بتفريجها للمنزل بداية بالطابق الاول الذى يضم غرفة المعيشة والصالون وايضا غرفة السفرة ومعها المطبخ الامريكى لتنبهر هى بالمكان والاساس العصرى
لتلتفت اليه ما ان انها من الطابق الاول قائلة بسعادة وهى تنظر اليه بحب
ماشاء الله بيتكم جميل اوى وزوقه حلو اوى مش اى حد يعرف ينسق مابين الفرش المودرن والكلاسك كدا
ليبتسم هو بخفة ينظر الى الاسفل وهو يحك عنقه من الخلف قائلا بحزن حاول اصطباغه بجديه
زوق سارة وامى الله يرحمها
استشفت نبرته الحزينه لتنظر له بتأثر قائلة برقه وهدوء الله يرحمها
ليأمن بعد جملتها يتجه الى الطابق الاعلى قائلا الدور اللى فوق مفهوش غير اوضتى انا وسارة وملك واوضة نوم للضيوف لتصعد خلفه هى الاخرى بسرعه حتى تلاحق خطواته ليشير لها الى احد الغرف لانظر له باستفهام ليجيبها وهو يرفع كتفيه ببساطة
دى اوضتى ادخلى شوفيها عشان لو عاوزه تغيرى حاجة ايه الصعب فى كدا
لتردف ببلاهة وانت !
ليردف قائلا ببساطة يشير باتجاه الغرفه انا مش هينفع ادخل معاكى انتى هتشوفيها وانا هنزل اشوف حاجة نشربها فى المطبخ
لتوما له براسها وهى تنظر اليه بابتسامه وقد ارتفعت صورته داخلها اكثر
اتجه مالك نحو المطبخ لكى يحضر مشروب له ولها
لكن جذب انتباهه صوت طرقات متتاليه حاده فوق باب
المنزل يكاد الباب يسقط من قوتها و صوت