رواية رائعة بقلم الكاتبة رنا هادي
سبيلها منغمسة بحياتها وأفكارها وعالمها ووقتها الضيق الذي بالكاد يكفي لأن تعيش أحلامها الفئة التي لا تهتم بك كثيرا وإن لم يطالك خيرها أعدك أن لا يطالك شرها أبدا
نهاية الفصل
الحلقة العاشرة
البعض لم يفهمك ليس لصعوبتك او غموضك فقط لانك حقيقي جدا وهم تعودو على المزيفين
ضړب امير بكفه فوق المكتب پغضب قائلا بعصبيه
ليبتسم مالك ابتسامه صفراء وهو يقول بمكر
اصل هجوز اختك
دقيقة اثنان يحاول ان يستوعب ما قاله هذا الأشقر للتو !! لماذا تبدوا على ملامحه الثقة! لماذا تلك الابتسامه المستفزة!
ليقول بنبرة باردة حادة وقد برزت عروق رقبته وعيونه التى اصبحت كالجمر من شدة الڠضب لكنه هيئته المخيفة لم تؤثر بشئ لدى مالك الذى كان ينظر اليه ببرود
ليحرك مالك رأسه بالنفى وهو يرسم باصطناع ملامح العبوس على وجهه قائلا بنبرة مستفزة
لأ لأ يا امير بيه بلاش الغلط عشان متزعلش وبعدين هو انا قولت حاجة غلط زى ما انت هتجوز اختى انا هجوز اختك فيها حاجة دى و زى ما قولتلك صفقة وانت اكتر واحد بتفهم فى الصفقات
لكنه قاطعه مالك بنبره حادة كالسيف وهو ينظر الى عينيه بقسۏة
اقسم بالله هتقل أدبك لأقل منك فى نص بيتك و تبقى مشاكل بمشاكل
ليصمت امير دون إكمال جملته ينظر الى ملك بسخط لا يعلم لما لا يستطيع ان يستعمل قوته ونفوذه مع ذلك المالك
الخلاصة هتجوز اختى هجوز اختك توافق ترفض بقى دى حاجة ترجعلكم بس الرد يوصلى قبل يومين
ليغادر الغرفة بثقة غير عابئا بأمير الذى يكاد يجن بالداخل على ما قاله للتو يقف بجانب اخوته اللتان يجلسان بعيدا بعض الشئ
عن عاصم وتولين وعدى قائلا بجدية موجها حديثه الى عاصم وعدى
ليقول عاصم وهو يعقد حاجبيه باستغراب ويستشعر بأن حفيده ومالك لم يتفقا
بلغته بايه يابنى وايه اللى حصل بينك وبينه
مالك بابتسامة بسيطة وهو يساعد سارة بالنهوض
اعذرني معلش عشان لازم اتحرك دلوقتي
وامير هيبقى يبلغكم عن اذنكم
انهى جملته وهو يمسك سارة من مرفقها يحثها على السير بجانبه وملك التى سبقتهم لتاتى بالسيارة امام باب القصر ليحمل مالك سارة بحنان ما ان وقفا امام السيارة بعد ان اتت بها ملك ليجلسها بالمقعد الذى بجانب السائق من ثم يتجه ليجلس على مقعد القيادة وفى الخلف تجلس ملك لينطلقا مباشرة الى وجهتهم
كان كلاهما ينظر اليهم پألم وحزن يريدان ان يكونا جزءا من تلك الاسرة السعيدة فهما الاثنان رغم المال والسلطة وكل شئ لديهم ينقصهم السعادة الاطمئنان الحب ينقصهم تلك المشاعر التى لا تاتى بالمال و السلطة
فهى رغم أنها تسكن بقصر وتعمل كطبيبه وجميع الفتيات يحسدونها على عائلتها و اخيها وجدها وكل شئ هى تحظى به فهى منذ ان كانت صغيرة وكل طلباتها مجابه لكنها لا تريد مال لا تريد قصور تريد امها ابيها تريد حياة بسيطة وشخصا يشعرها بالاطمئنان يغدقها بحنانه تريد حبيبها ومالك قلبها
بينما هو كان يتابع حركات تلك الصغيرة الشقيه ذات الخصلات المسترسلة التى تطير على جبينها ينظر لها پألم فهى حبيبته ولا يستطيع الاقتراب لا يستطيع الاعتراف فماضيه يعيقه يعيق حياته ماضيه
الأسود الذى لا يستطيع التخلص منه يلاحقها فى كل شئ فى احلامه و يقظته لا يستطيع النسيان او التخطى للأمام منذ تلك الحاډثه وهو بمكانه لا يتقدم ولا يفعل شئ بحياته سوى العمل العمل فقط عله يشغله عن التفكير ويبعد عنه ذكرياته السوداء لكنها هى هى وحدها من تخطت حاجز قلبه لتصبح ملكه على عرش قلبه لكنه حسم قراره لن يقترب ولن يحاول نسيان ذلك الحب سيظل حبها داخل قلبه بدون الاعتراف به لاحد
لا أحد يبدو حنونا ورائعا للأبد دائما هناك لحظة ما يتحول المرء فيها من النسمة إلى العاصفة
دلف السيد عاصم الى المكتب عند حفيده العنيد يستفهم منه ما حدث ليقابله عاصفة من الڠضب صادرة