رواية رائعة بقلم الكاتبة فاطمة الالفي
أنت تعبان
احتضنها حازم بقوه حاسس ان مخڼوق مش عارف اعمل ايه
مسدت على ظهره بحنان سلامتك يا حبيبي تعالى بس خد شاور دافئ وانت هتحس براحه
ابتسم رغما عنه تفتكري من مجرد شاور هرتاح
انجي بحزنمش مبسوط بجوازه يوسف
ولا مخڼوق عشان حبيبه بعيد عنك
حازم بتنهيده الم يوسف انا خلاص فقدت الامل فيه
ان يتغير وينصلح حاله معترض فعلا على الجوازه بس عشان اختياره غلط أما حبيبه ففعلا قلبي واجعني عليها اوى رغم ان كلمتها كان صوتها فرحان بس حاسس أنها بداري ۏجعها حبيبه طول عمرها كده بتكون من جوه موجوعه ومكسوره وتبين عكس كده
حازم باستغراب شبهي
اومت له برأسها شبهك جدا فى الشكل والتصرفات والشخصيه كمان
حازم وهو يلقى بنفسه على الفراش يشعر بالتعب والإرهاق
اغمض عيناه بارهاق نفسي تبق قويه فعلا ومافيش اى حاجه تأثر فيها
اصطحب شهد إلى الملهى الذى دائما يتواجد به قابل سامر أيضا ومجموعه من اصدقائه
يرقص ويسكر ويغيب عقله
ولم يدري بما يدور حوله من خبث اقرب صديق لديه
قبل ان تخلد للنوم وجدت رسائل عده على ايميلها الخاص
نظرت لتلك الرسايل وجدت الراسل مجد الشاذلي
تمام يا صاحبي كل إللى يخص حاله مالك معايا ومن بكره هعرضها على كل المستشفيات اطمن
جحظت عين حبيبه ونست تماما أنها راسلته من حسابها الشخصي كانت تريد ارسالهم من ايميل الاكاديميه ولكنها لم تتوقع أنها اخطئت
فارادت ان تجيبه بعدما فتحت الرسائل
انا اسفه جدا انا حبيبه معالجه نفسيه فى اكاديميه نور الحياه للمكفوفين وانا إللى ارسلت لحضرتك ملف مالك
اتفضل
مجد يعنى حضرتك إللى مسئوله عن حاله الطفل مالك دور ياسين ايه هو معاكم فى الاكاديميه دى
بشمهندس ياسين نزيل عندنا فى الاكاديميه وانا المسئوله عن حالته كمان وان شاء الله يسترد بصره فى اقرب وقت
مجد بعلامات من الصدمه والذهول نعم ياسين مين إللى يسترد بصره مش فاهم
مجد پصدمه ممكن رقم فونك بعد اذنك عاوز افهم مش فاهم حاجه
دونت حبيبه رقم هاتفها وخلال ثواني كان يصدع صوت رنينه بالغرفه
اجابت على الهاتف
مجد أولا اسف لازعاج حضرتك بس ياسين صديق عمري ومحتاج افهم
حبيبه مافيش داعى للاسف وأنا كنت فاهمه ان حضرتك عندك خبر بالحاډثه وكنت محتاجه مساعدتك كمان فى حاله الباشمهندس
حبيبه من شهرين تقريبا الباشمهندس ومراته حصل ليهم حاډثه بالعربيه للاسف المدام توفت والباشمهندس ياسين دخل فى غيبوبه شهر كامل وكان رافض الحياه تمام بس أراده ربنا فوق كل شيء ولم فاق فقد بصره بسبب حالته النفسيه لكن مافيش اي سبب مرضي ورفض العلاج النفسي وهو موجود بالاكاديميه بس لسه مش متقبل العلاج النفسي وعشان كده كنت محتاجه افهم اكتر عن حياته عشان اقدر اساعده
مجد بحزن عميق ندى ماټت وهو فقد بصره وأنا مااعرفش كل ده انا هنزل مصر فورا لازم أكون جنبه
حبيبه يا ريت اكيد وجودك هيفرق معاه جدا بس ارجوك بلاش تجيب سيرتي وياريت تكون نازل عشان فى حل لعمليه مالك دى حاجه هتفرحه اوى
مجد ان شاء الله ربنا يسهل الامور وأنا هرتب اموري واتصل بحضرتك لم انزل مصر بامر الله عشان محتاج عنوان الأكاديمية
حبيبه ان شاء الله فى انتظار حضرتك مع السلامه
اغلقت الهاتف وهى تشعر بالقلق هل وجود صديقه سوف يفرق فى حالته الصحية والنفسية
لم يغمض له جفن كان شارد بكل ما مر به اليوم واتخذ قرار صائب سوف يسعى لتحقيقه فقد الهمه الطفل
الصغير الذى لم يتعدى العشر اعوام إلى اشياء عديده كان يغفل عنها لذلك حاول ترتيب أفكاره مره اخرى
الفصل الخامس عشر
عشقتك قبل رؤياك
بقلم فاطمه الألفي
البدايات الجديده لكل إنسان لديه بدايه لحياه قادمه أما ان يبدءها بكل حب وتفائل او يبدءها بتعاسه وشقاء
علينا ان نتجاوز مرحله الماضي بكل ما سببه لنا من احزان لكى نعيش الحاضر ببدايه جديده على أمل يوم جديد وان غد اجمل من اليوم
كثيرا منا لديه احزان يحاول التغلب عليها ولكن هل نضيع عمرنا هباء وراء احزاننا ونظل نبكي طوال حياتنا على ما المنا واوجعنه بغيابه او فراقه او حتى فقدانه
علينا تجاوز تلك المراحل القاسېة من حياتنا ونأمل بحياه جديده خاليه من الحزن والاسى والدموع ونظل نسعى لاخر انفاسنا بأن نحيا حياة سعيده من أجل انفسنا ومن أجل من حولنا
دعوه للحب التفائل الأمل ثقه يقين سعاده وراحه بال
فى بدايه يوم جديد نأمل أنه يبدء بسعاده
استيقظت بنشاط وصلت فرضها واستعدت لما هى مقبله عليه بحماس
انتظرت ان ياتي عمار لممارسه اليوجا بحماس نظرت إلى ساعه يدها وجدتها لم تتجاوز الثامنه صباحا
فقررت ان تتوجه إلى المطبخ وأعدت بعض السندويتشات ومشروب ساخن وحملت صينيه الطعام وصعدت إلى حيث غرفته طرقت الباب عده مرات وانتظرت أمام الغرفه
لم يمضي إلا ثواني وجاءها صوته الهادي يسمح لها بالدخول
ابتسمت عندما استمعت لنبره صوته جديده على اذنيها فلم تتعود على ذلك الهدوء منذ ان تعرفت عليه
دلفت بهدوء ووضعت الصينيه التى تحملها أعلى المنضده الموجوده بالغرفه وهى تبتسم برقه
صباح الخير يا بشمهندس انا قولت بم ان حضرتك مابتحبش تشارك الفطار فى البوفيه اجيب فطاري ونفطر سوا عشان بقينا اصدقاء وكده يكون بينا عيش وملح كمان
لم يمنع نفسه من الابتسامه على حديثها وأجاب بهدوء طب اديني فرصه الاول ارد الصباح
حبيبه بابتسامة سوري فى دي عندك حق يلا بقى نفطر عشان كمان ساعه فى عندنا يوجا
ياسين بتسأل هى اليوجا كل يوم ولا ايه
حبيبه اكيد طبعا عشان الطاقه السلبيه تخرج بقى ذهاب بلا عوده
ياسين متاكده ههه ماكفايه إللى حصل امبارح لمالك
تذكرت أمر مالك واختفت ابتسامتها وتحدثت بحزن ان شاء الله مالك هيتحسن ويتجاوز حاله الاكتئاب إللى سيطرت عليه عندى يقين وثقه فى الله ان معانا ومالك هيبق بخير
شعر بحزنها واراد ان يطمئنها ان شاء الله خير واكيد مجد صاحبي هيرد عليه النهاردة او بكره بخصوص عمليه مالك
ارادت تبديل الحوار ممكن نفطر بقى اتفضل ساندويتش جبنه
شاركها الافطار وظلت تراقب جميع حركاته وكأنها تبحث عن شيئا داخل شخصيته الغامضه تريد ان تعلم كل شيء ولكن فضلت الصبر إلا ان يتحدث هو بنفسه كما وعدته أنها ليس بمعالج خاص وأنها صديقته لكى تستطيع ان ينشا بينهم الثقه القويه لكى يتجاوز كل القيود ويفصح عما بداخله لتكون جانبه ليسترد شخصيته الحقيقيه التى يخفيها خلف قناع العجز ويتجاوز محنته ليسترد بصره ويرا الحياه كما يشاء بعيناه وليس بعينان آخر
جلس حازم بمكتبه داخل شركته الخاصه يتابع العمل باهتمام
استاذنت سكرتارته الخاصه ودلفت مكتبه
باشمهندس حازم حضرتك عندك ميعاد من شركه الانصاري وكان متاجل الميعاد بعد ساعه
حازم بجديه تمام يا هبه اتصلي بمكتب يوسف يجيب يبعتلي الملف المالي الخاص بشركه الانصاري والتعامل إللى بينا
تحت امرك يا فندم
اكمل العمل على حاسوبه الشخصي وبعد لحظات اتت السكرتريه
اسفه يا فندم مستر يوسف مجاش الشركه انهارده
حازم بانفعال يعنى ايه ماجاش شوفي الملف عند المدير المالي اتصرفي
هبه
بتوتر مستر ثروت بلغني أن الملف عند مستر يوسف كان بيشتغل عليه
حازم بانفعال شديد اتصلي اعتذري لمدير التنفيذي بشركه الانصاري واجلي الميعاد
حاضر يا فندم تحب الميعاد يكون امته
حازم بضيق اى زفت حددي وقوليلي امته
غادرت المكتبه على وجه السرعه واجرت اتصال هاتفي بمكتب السكرتير الخاص لمدير شركه الانصاري وطلبت تحديد موعد آخر بسبب انشغال رئيسها بالعمل وتم تحديد موعد آخر بنهايه الاسبوع الحالي
شعر حازم بالضيق بسبب إهمال شقيقه بعمله اخرج هاتفه وقرر الاتصال به
عاد إجراء المكالمه عده مرات
على الجانب الآخر
كان يغط بنوم عميق من اثر سهره أمس مع خطيبته واصدقائه وغفل عن عمله
استمع لرنين هاتفه عده مرات أجاب بنعاس
الو
جاءه صوته الغاضب صحى النوم يا عريس نايم ولا على بالك مافيش اى احساس بالمسئوليه إللى أنت شايلها سايب الشغل ونايم فى العسل نفسي اعرف هتحس على دمك امته هو ده اتفقنا يا يوسف
نهض من فراشه بقلق بعد انفعال شقيقه حازم انا اسف والله راحت عليه نومه
حازم بعصبيه انا غلطان ان وثقت فيك وسلمتك شغل مهم فين ملف شركه الانصاري
يوسف بخجل مش عارف
حازم بانفعال نعم يعنى ايه ثروت بيقول سلمك الملف تراجعه ممكن
اعرف فين بسبب اهمالك أجلت ميعاد مهم مع شركه مهمه وليها وزنها واسمها فى السوق يا بيه وانت ولا على بالك هخسر اسمي وسمعتي فى السوق بسبب طيشك واهمالك انت تيجي حالا تسلم الملف والاحسن مااشوفش وشك فى الشركه تاني وأن كان على الجواز هتكفل بيه انا وبابا
اغلق الهاتف ولم ينتظر اجابته
القى يوسف الهاتف بضيق كل شويا خناق وزعيق
مستهتر مش مسئول وطايش أيوة انا كده محدش قاله يمسكني شغل مهم
العيشه بقت تخنق
توجه إلى المرحاض ليغتسل وبدل ملابسه والتقط هاتفه ومفاتيح سيارته وانطلق فى طريقه إلى الشركه
انتهى عمار من تدريبه اليوجا وهو يشعر بالحماس من أجل مجموعه الشباب المتواجدين بالاكاديميه
وحاول قدر المستطاع زرع البسمه علي وجوه الجميع فقد حقق مراده وحاول ابدال طاقتهم السلبيه للايجابيه وحاول هدم السور العالق داخلهم بسبب اعاقتهم كما يطلق عليها البعض ساعدهم أيضا فى خلق هوايه محببه واكتشاف كل شخص مهوبته الحقيقيه فى ممارسه الرياضه على الجهاز المحبب والمفضل لدي كل منهما
اصطحبت حبيبه ياسين للحديقه تريد ان تتحدث معه توقع ان تتحدث عن نفسها ولكن استغرب صمتها
ياسين بتنهيده ياا كل ده
حبيبه بجديه مش فاهمه
ياسين بابتسامه على غير العاده قولتي نقعد فى الجنينه نتكلم وبقالك خمس دقايق وماتكلمتيش كلمه واحده فى ايه
حبيبه بتردد هو انا عاوزة أخد رأيك فى موضوع مالك ابلغ والدته باللى حصل وتيجي تتكلم معاه ولا اعمل ايه
ياسين بجديه أولا والدته لازم تعرف باللى حصل عشان تكون عارفه ابنها وصل لايه ثانيا بقى هل مالك مستعد يقابل فعلا والدته ولا لاء وده مالك بنفسه هو إللى يحدده
حبيبه بس انا لم اتكلمت معاه وعدني ان هيسمع والدته
ياسين تعرفي مالك لافت انتباهي لحاجات كتير كانت غايبه عني ومافكرتش فيها
حبيبه باهتمام زى ايه
ياسين بعلامات من الحزن تبدل ملامح وجهه زى ان بعد الحاډثة ودخولي فى الغيبوبه لم فوقت مافكرتش فى ابويا وامي إللى اكيد منهرين بسبب حالتي واللى حصل لا فكرت فى نفسي وبس فعلا خسړت حته مني خسړت مراتي وابني وكنت نفسي اكون معاهم لكن ربنا