الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة مني ابو اليزيد

انت في الصفحة 18 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

أحنا نعرفك
ربت على صدره برجاء ملامح وجهه تعتريه القلق والخۏف فيظهر في نبرته أكثر
في ناس في خطړ دلوقتي كل ثانية بتمر عليهم الخطړ بيزيد
أصبح المستور مكشوف كل كلمة تتفوه بالدليل تؤكده كلتاهما حنان ومرام بما تعرفه عقد حمزة مرفقيه أمام صدره رماه بنظرات شك قبل أن يتفوه
طيب حنان كده هتدخل في مشاكل ومش هتستفاد حاجة
شبك أصيل يديه أسندهما على الطاولة معلق عينيه عليه بتحدي قائلا
هتلاقي شقة تبات فيها شقة جدي وهجيبوا يبات معايا وتقدر تغير الكالون بتاع الشقة عشان تطمن غير أبنها اللي هيعيش معاها طول العمر لما نخلص وجوهرة هترجع المصلحة للكل اللي يعرف حاجة يقولها بس أنا عايز أوصل لجوهرة قبل ما يعمل فيها حاجة
الأمل تولد داخلها هتفت على الفور دون تفكير في العواقب فعاطفة الأمومة هي التي تحركها
أنا موافقة على أي حاجة تجبلي أبني من فضلك يا حمزة ده أبني وخليك أنت بعيد عشان مش ټتأذي
شعر أنه تختفي من حياته رفض تخيل هذا هز رأسه بنفي قائلا بسرعة
مستحيل أسيبك أنا هفضل جنبك
تدخلت مرام في الحديث قائلة
طيب تعرفي أي مكان ممكن تكون في جوهرة أشك إن يوديها المستشفي مش دماغة أنت عشان كنت هناك
سبحت في بحر الأفكار حتى تذكرت شيء هام رفعت أصبع سبابتها لأعلى مع ابتسامة عارمة اعتلت ثغرها وقالت بحماس
لقيتها شقته القديمة هقولك على عنوانها ومكان بيحط في المفتاح عشان مفتاح الشقة مش بيكون معاه
نهض بحماس من مكانه جمع متعلقاته من الطاولة وهتف
يلا بسرعة مفيش وقت
في أحد الحجرات كانت تجلس جوهرة مقيدة على الأرض لأزقة على فمها تمنع وصول أنينها للجيران وجهها أصفر اللون من قلة الأكل والشرب سمعت صوت فتح الباب ظنت أن يكون الشيطان أتي ليفعل بها ما يشاء خطوات شخص يبحث في جميع الغرف رفت عينيها بعدم استيعاب مع خوف برز معالم وجهها ظهر أمامها فجأة فانتشالها من عالمها إلي عالمه لتهف بوهن
أصيل
اقترب منها بسرعة دون أن يتفوه بكلمة تأمل ملامحه ليطمئن أنها بخير لكن ملامحه أثبتت عكس ذلك فقال وهو يحل الحبال
أنت كويسة
حركت يدها بعد حل الحبال عن يدها نزعت لأزقة عن فمها حملقت عينيها عليه تسأله قبل لسانها وقالت
كويسة بس أنت إيه اللي جابك هنا
أراد أن يوبخها على حديثها تسأله لماذا أتي إلي هنا رد عليها بغيظ
أنت مچنونة يعني إيه اللي جابني هنا هسيبك يا جوهرة يلا قومي
كاد أن يسيرا لكن
جاء العقبة الذي يعرقل طريقهم طل بعينيه پغضب عليهما قبل أن يتفوه ببرود
على فين لسه بدري
على الرغم من الخۏف الذي سيطر على جوهرة إلا أن وقف أصيل كالتمثال من الصدمة حتى استطاع جمع شتات نفسه وقال بتحدي
لا يدوب الوقت نمشي
أخرج المسډس من ظهره هز رأسه بالنفي وقال باعتراض
لا لازم تضايف بس أقدم لك إيه تشربه إيه اللي يليق بالمظلم
رد عليه بغطرسة
أكيد مش اللي هيناسب الشيطان
أومأ رأسه بالموافقة لعب بالحروف التي يلقيها لكي يظهر الڠضب على مقلتيه
اها صح أنا الشيطان اللي بعت ناس مراتك وابنك عشان مراتك عرفت كل حاجة
شاهد الڠضب يملأ مقلتيه بالفعل فأضاف أكثر
مش بس كده لا لعبت على أختها ومثلت الحب عشان متقولش حاجة ومسكت عليها حاجات توديها في ستين داهية عشان أكمل شغل
بر
لم يستطيع استكمال جملته طلقة جاءت في ظهره ترنح جسده استدار للخلف ببطء وجد مرام العبرات تنساب من مقلتيها والقهر يظهر في وجهها باغت برصاصة أخرى في صدره ابتسم وضغط على زناد مسدسه موجه ړصاصه على قلبها قائلا
لازم تبقي دي النهاية يا مرام
صړاخ وعويل أصدرا من جوهرة بينما ركض أصيل عند مرام انحني بجسده صاح فيها عاليا
مش قولت لك متدخليش ورايا خليكوا معاهم بره ليه تضيعي نفسك
تأوهت من الألم وقالت بصوت متقطع
عش عشان يستاهل ده و وأنا سكت بس والله مكنتش أعرف أنها أختي ضحك عليا
صعدت الأرواح للرب ليحاسب كل منهما ويصبح عقابهما في الآخرة أرواح كثيرة لجلب المال فأي رحمة يجدوها في الدنيا ما يستحقا غير عڈاب الآخرة
مرت فترة طويلة أصبحت حنان المسئولة عن ميراث أبنها الذي ورثه عن والده عاشت في بيت الذي كانت تسكن فيه مع سنان باغتت بوجود وصية عند المحامي كتب له بعض من المال لتصبح المسئولة عن نفسها رفضت تلك الفلوس فشلت في بيع الأملاك لأنها تخص أبنها ليس لها حق البيع أكتفت بالعمل عند حمزة وإيجار شقة صغيرة تسكن فيها
حمل حمزة مجموعة من لعب الأطفال وقف أسفل البناية التي أجرت حنان فيها شقة فور ما شاهده يحيي ركض إليه سريعا هتف بلهفة
بابا حمزة بابا حمزة
حمله بسعادة رتب على ظهره قائلا
حبيب بابا
ظهرت حنان بابتسامة تفرش ثغرها وقالت بمرح
يا بختك يا يحيي بتلاقي حد يعبرك لكن أحنا لا
هبط يحيي عن جسده قدم له لعب ليري فرحته ثم أخرج علبه قطيفة من اللون الأحمر وقال بتمني
أتمني الهدية دي تعجبك عايز أروح فرح وليد وياسمين وأحنا مخطوبين
هزت كتفيها لأعلى لتخفي الحمرة التي لونت وجهها أشارت على أبنها قائلة
راجل بتاعي هو اللي يوافق
انحني بجسده ليصل إلي مستواه وقال بابتسامة
توافق نعيش كلنا سوي
قفز يحيي على الأرض ليدل على فرحته وموافقته لهذا العرض قائلا
هه هه هه
أخرج أصيل قميص باللون الأبيض وبنطلون من نفس اللون بدل ملابسه ليجد جده يقف على الباب بفرحة تطل من عينيه قال بعدم تصديق
مش قادر أصدق أنك قدرت تلون حياتك
اكتفي بذكر اسم واحد بنبرة هيام
جوهرة
ابتسم جده هاتفا
يا سيدي يا سيدي
أخذ نفس عميق وزفره مرة أخرى عاد بكل الذكريات الماضية قبل أن يقول
اللي جمعني بجوهرة تحدينا لبعض وبعد كده بقت حياتنا باللون الأسود قدرنا نتجاوز المرحلة دي سوي
ربت على مرفقيه بخفه امتثل الحماس في تعبيرات وجهه ثم هتف
يلا يا عريس العروسة مستنيه
بعد نصف ساعة وقف ينتظر خروجها من الحجرة التي كانت تتزين بها برق عينيه بالسعادة حين شاهدها بالفستان الأبيض عاش في اللون الأسود فترة طويلة من اليوم انتزع اللون الأسود من حياته ليضع كل الألوان ورحب أن تكون البداية باللون الأبيض
أمسك يديها لأول مرة همس في أذنها بابتسامة
لأن الحلال أجمل سأنتظر
أصدرت ضحكات عالية جدا ظل ينظر لها قائلا
أنت ملكي
بادلته النظرات قائلة
أنت ملكي
تمت النهاية

17  18 

انت في الصفحة 18 من 18 صفحات