رواية رائعة بقلم الكاتبة مني ابو اليزيد
جوهرة إبهامها في فمها تفكر جيدا ما الذي يجوز فعله في تلك الظروف حتى حصلت على الفكرة فرشت ملامح وجهها بالحماس الشديد قالت على الفور
هكلمه على الموبايل بتاعي قولي رقمه
ضغطت على عدة أرقام التي كان يلقيه أصيل انتظرت حتى سمعت صوته فهتفت
الو
مين معايا
جوهرة
أزيك يا جوهرة
الحمد لله
جبتي رقمي منين
من أصيل
هو جنبك
اها
طيب قومي وأتكلمي بعيد عنه من غير ما يشك ضروري
أنا كده بعيد عنه
أنا عاوزك ترجعي القصر تاني
مش هقدر أنا وهو مش هينفع نجمع تاني علطول پنتخانق
فترة صغيرة هنجرب أنا وأنت معاه يمكن يتغير
أشمعنا أنا بالذات
عشان أنت الوحيدة اللي طلبك تشتغلي عنده واللي عرفته إن مش مظبوط بعد لما مشيتي من عنده أثرتي في جزء من حياته من غير مجهود الخناق بتاعكوا كان سبب في ده شغلتي تفكيره أزاي يرد عليك عشان كده عايزك ترجعي القصر
طيب عايزك تقوليله إن مش هرجع غير لما أنت ترجعي وشوفي هيطلب منك ترجعي أو لا
ماشي
أغلقت الهاتف المحمول خرجت في التو شاهدت عينيهما الموزعة عليها رسمت على ملامحها الحزن قصت ما اتفقت عليه معه باغتت حين وجدت أصيل يجمع متعلقاته رحل دون كلمة فشل في هذه الطريقة التي كان يأمل أن تعود علاقته بجده
حاول حمزة التركيز في عمله فشل بشدة هز رأسه بحركة دائرية ليعيد انتباهه بالواقع ويطرد تلك الأفكار من رأسه لكن دون جدوى ترك القلم من يده نظر في نقطة ما عادت الأفكار تستحوذ على عقله استسلم لها تلقائيا بينما لحظ وليد شروده ترك القلم هو الأخر قال معاتبا
مسح على جبينه قبل أن يقول بعدم اقتناع
مش داخل دماغي الموضوع في حاجة غلط
جمع الأحداث لبضعهما البعض تذكر تلك الفتاة التي سألت عنها من قبل فقال باندفاع
البت الشرسة اللي جات تسأل عليها هيبقي عندها كل الإجابات بس هنوصلها أزاي
رفت عينيه بعدم استيعاب صديقة يلقب فتاة بهذا الاسم ها هي الفتاة استطاعت التمرد عليه ليلقبها بهذا الاسم فقال باندهاش
لكزه بخفه على كتفه ليصمت قيدت تعبيرات وجهها بالغيظ رفض الحديث في هذا الموضوع هرب بطريقة كوميدية فقال
أهو أنتوا كده يا مصريين تسيبوا الموضوع الأساسي و تمسكوا في الهيافة
أصدر ضحكات عالية رغما عنه بعد أن صمت رسم الجمود على ملامحه وقال بجدية
طيب خلينا في المهم موضوعك نشوفه بعدين الحل إيه دلوقتي أنا مش مرتاح ومش هعرف أقول لنفسي أنا مالي
أحنا عرفنا إن طليقها اسمه سنان وبيشتغل دكتور هنحاول نوصل لطليقها بس من بعيد بلاش نروحله
البيت ووقتها هتفهم كل حاجة أنا هجبلك قرار الموضوع بس ممكن نخلص شغلنا الأول
أمسك سنان يقرأ التحليلات لدي حنان ليعرف حالتها الصحية لم يوجد بها أي أمراض حمد الله سرا رسمت ابتسامة نصر على ثغره قبل إجراء شيء لأبد التأكد من عدم زيارتها لأحد حتى يبعد أي أسئلة أرسل أحد الأطباء بعد دقائق جاء الطبيب وقال بجدية
أغلق التحليلات وضعها في أحد الجوانب حرك عينيه عليه قبل أن يقول
في حد جه للبت اللي عملت حاډثة العربية
أجاب عليه بثقة
النهاردة لا تقريبا مشغول
فرك يديه بسعادة مع ابتسامة تشرق ملامح وجهه قال بفرح
حلو يبقي نخلص النهاردة ولو ماټت هنقوله بكرة ماټت أمبارح وأي فتح يبقي من الحاډثة
أومأ رأسه بتأكيد وقال بحماس
وأنا مش هخلي حد في الدور اللي هنعمل في العملية
بعد عدة ساعات حضر كل شيء للعملية جهزت حنان رغم صړاخها باستمرار تدرك أنها في خطړ دخلت غرفة العمليات والأطباء من حولها يجهزون
بينما في الخارج جمع سنان متعلقاته رأي التحليلات موضوعه في أحد الجوانب أراد إخفاء المتعلقات الخاصة بها وقعت عينيه على الاسم حنان شوقي الدميري
الاسم كفيل أن يثبته كالصنم لا يشعر بشيء من حوله اسم طليقته مدون حقا أنها هي إخفائها طوال الفترة الماضية يتناسب مع وقت الحاډثة شيطانه جعله أم أبنه دون رحمة كيف ينظر إلي أبنه إذا عرف بالموضوع الوقت حان للعملية هل يستطيع إلحاقها أم ټموت تحت يديه
صدمة!!
فزع!!
هلع!!
عدم توقع!!
انتفض سنان من مكانه يأمل أن لا يكون أصابها شيء سيء لم يكن لديه الوقت الكافي لارتداء الملابس الخاصة بالدخول بغرفة العمليات وإجراء الخطوات الأزمة دخل الحجرة باندفاع سبب في هلع الجميع لبرهة من الوقت حتى أطمئنوا وهدأت روحهم أصبحوا تنفسهم طبيعي خطو خطوات يبرزها الشيطان على ملامحه أمسك تلابيب الطبيب بشدة قائلا بقلق
عملت فيها حاجة
ليس لديه القدرة على النطق ما الخطأ الذي فعله ليعامله بتلك الحالة تلك ما كان يفكر فيه الطبيب ولا يستطيع البوح به ضغط عليه أكثر كادت أن أنفاسه تخرج ولا تعود رد بصوت مخڼوق
لسه
تغيرت ملامحه للهدوء أنها مازالت بخير حل يده بعيد عن الطبيب قال بنبرة أمر
محدش يعمل حاجة وديها أوضتها وأنا هتكلم معاها بعدين
أومأ برأسه على مضض دون رد وعاد ينظر
له بأعين تنبض بالفضول قبل أن يسأله
بس ليه كله ده دي فرصة
كاد أن يصفعه على وجهه لكنها تراجع عن الفكرة وقال بصوت صاخب
عشان دي أم أبني
صاعقة حلت عليهم جميعا لا أحد على وجه الأرض يتوقع هذا ألجمت المفاجأة ألسنتهم حين وجد عليهم الصدمة لقي أخر كلماته قبل اندفاعه للخارج
تروح الاوضة اللي كانت فيها ولما تفوق بلغوني
بالفعل لم ينتظر رد خرج بسرعة دون أن يطل عينيه عليها كيف ينظر عليها ومن ثوان معدودة كانت ذبيحته
استعدت جوهرة للذهاب إلي الطبيب بمرافقة والدها كانت ترتدي تنوره سمراء واسعة لا تظهر مفاتن جسدها كنزه علوية ذي أكمام طويلة وواسعة باللون نبيذي على رأسها حجاب مشجر من اللونين ألقت النداء عليه بصرامة
بابا يا بابا أنا جاهزة
ظهر سعد في حينها يرتدي قميص كاروه من اللونين البني والبيج ومن الأسفل بنطلون بني قال بثقة
وأنا كمان يلا
خرجا من البيت وهو يستند عليه سارا بعض خطوات في الشوارع الجانبية وقفا في المحطة منتظرين الحافلة النافلة بعد بضع دقائق كانا في الحافلة ضغطت جوهرة على التحليلات التي لم تفهم ما بها بناء على حديث سنان في المعمل دون علمها نظرت إلي والدها وقلبه يدعو بدل شفتيها أن يكون والدها بخير ربت سعد على يدها شعر ما يدور في ذهنها أرسل الأمان بابتسامته لها
استقرت الحافلة في المحطة التي تريدها ترجلا منها بحرص سارا للأمام بعض خطوات استغرق خمس دقائق دخلا العمارة التي فيها عيادة سنان كانت الطابق الثاني وجدت العيادة خالية ليس بها سوي أخر مريض في الكشف والسكرتيرة بالخارج انتظرت حتى خرج المړيض من الحجرة دخلت خلفه بعد ما بلغت السكرتيرة سنان
جلست في المقعد المقابل له قدمت له التحليلات فركت يديها من التوتر منتظره أخبار تسرى قلبها خيب ظنها بالكذب حين قال أنه محتاج عملية وهو سوف يفعل لازم لا تهتم بالمال على الرغم أن التحليلات تؤكد أنه لا يحتاج سوي العلاج فقط
وقعت كلماته كالسکين الحاد عليها صدمت حقا هبطت مقلتيها بالعبرات حاول سنان يهدأ من روعتها حين قال
متقليش للعملية سهلة ومش خطېرة وبعدها هيبقي زى الحصان مش هقولك أسالي مرام لا أسالي أي حد
جففت عبراتها آلتي علبتها حاولت أن تظل صامدة فقالت متسائلة
والعملية أمتي يا دكتور
أجاب عليها بثقة
خلال أيام
هزت رأسها لأعلى ولأسفل بالموافقة على حديثه نهضت من مكانها وجهه غير طبيعي من الصدمة عكس والدها الذي تقبل الموضوع بنية صافية هتفت
شكرا يا دكتور
أثناء سيرهم في الطريق باغتها سعد بقوله
بلاش العملية دي
رمت مرمي بصرها عليه بدهشة كل ملامح وجهه تؤكد أن يتحدث بجدية قالت پصدمة
ليه يا بابا
رد عليه بنبرة خالية من المشاعر أدت بها إلي الاڼهيار
هتكلف كتير على الفاضي العمر واحد والرب واحد
كست ملامحها بالحزن رفضت تلك الكلمات من لسانه ربتت على صدرها تترجاه أن يكف عن الأقوال
عشان خاطري بلاش الكلام ده ربنا يديك الصحة وطوله العمر ولو على الفلوس مش هنغرم كتير يبقي نتوكل على الله
لم تمر الليلة مرور الكرام على أصيل كان يري الحياة باللون الأسود ليس فيها لون أبيض سوي الكفن الذي يريده كل يوم دخل أحد الحجرات ببطء اقترب من أحد الصور العلقة على الحائط علق عينيه عليه بنظرات يكسوها الحزن كانت الصورة تجمعه هو وزوجته وأبنه حدث نفسه كأنه يحدثهما
ليه سبتوني وبأبشع صورة مش قادر أنسي ومش عارف أبدأ منين
رقرقت عبراته رغما عنه ظل لفترة من الوقت لا يعرف كم عليه من الوقت لقد أفتقدهما بشدة أراد أن يشم رائحتهما اتجه إلي مكتب زوجته الموجود بالغرفة فتح أحد الأدراج جابت عينيه هاتفها المحمول منذ ما حدث ولا فكر أن يعبث فيه إطلاقا أمسكه بيد ترتعد تذكر هيئتها وهي تعبث وترسل الرسالات بوجه يظهر عليه الاحتقار والسخط وفي الأيام الأخيرة كان الخۏف يبدد ملامح وجهها
دار في عقله أن يفتح يقرأ المكتوب فتح كل وسائل التواصل الاجتماعي عدا وسيلة Gmail لم يجد أي شيء ملفت لا يعرف أنها عندها حساب عليه كاد أن يغلق الإنترنت عبر الإنترنت الهوائي وجد رسالة على هذا الحساب لم تفتح بعد فتح الرسالة باندهاش نظر على التاريخ المدون قبل ۏفاتها بيوم قرأ النص المكتوب
أخر يوم في حياتك بكرة لو مجبتيش الفلاشة الصبح أخر النهار هنقول الله يرحمك
لم يفهم الكثير من الأحداث لكنه استطاع فهم شيء مهم أنها عثرت على معلومات مهمة تخص شخص ما قرأ كل الرسائل السابقة ليفهم أكثر لا يجد سوي اسم سنان فقط نظر إلي نقطة ما يتذكر الماضي
ألقت حقيبتها على الفراش بسعادة وقالت بحماس
أصيل عندي ليك خبر حلو
أغلق التلفاز الذي يشاهده وزع بصره عليه ليسمعها في
هدوء
قولي
قفزت على الأرضية صفقت بيدها قات بفرحة
مراتك بقت دكتورة في مستشفي سنان التخصصي أكبر مستشفي في مصر
عاد للواقع بشړ يعبث من عينيه لم يفكر في شيء سوس مرام هي التي تساعده على كل شيء خرج من الحجرة يجري اتصال لها وهتف
الو
الو
أزيك يا مرام
الحمد لله
كنت عايزك في موضوع مهم بخصوص اللي حصل لأختك
بدأ القلق يظهر على نبرتها
وصلت لحاجة
مش بالظبط
مش فاهمة
قص لها من معرفة حسابها على Gmail قرأته للرسائل التي كانت تتواصل مع أحد الأشخاص وذكر اسم سنان وعلمه أنها كانت تعمل في مستشفي سنان التخصصي وعاد
يسألها
مش أنت بتشتغلي في المستشفي دي
اها بشتغل هناك هحاول أعرف حاجة
صمتت لبرهة ترتب الأحداث فهي لا تفوز