السبت 23 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة رنا هادي

انت في الصفحة 8 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز

 

لم يتعجب امير من كونها علمت انهما بالمشفى لانه يعلم أن الكفيفين حواسهم أقوى من الإنسان العادى لكنه لم يجيبها 

وعندما طال صمته اعتقدت هى انه قد تفاجأ بكونها علمت انهما بالمشفى 
ابتسمت پألم قالت وهى تسير معه 
متستغربش انى عرفت اننا فى مستشفى مش معنى انى كفيفه اكون مش حاسه باللى حوليا انا عرفت من ريحة البنج و المطهرات من الريحه ده غير كان فيه اول مدخلنا حد بينادى على دكتور 
امير بجدية وهو يتحدث بنبره صوته الصارم التى تجعل من جسدها يرتجف ويقشعر
مستغربتش حاجة انا عارف ان انت والناس اللى الكفيفة زيك بتكون بقيت الحواس عندهم قوية 

ابتلعت بصعوبة تلك الغثة التى تشكلت بحلقها بسبب كلامه الچارح لها الذى اسمعه لها للمرة الثانية للنرة الثانية يقوم بأذيتها نفسيا
لكنها تجاهلت وحاولت تجاهل تلك الآلام التى تسببت بها كلماته الچارحة فى قلبها و سألته عن اخيها ولما اتى بيها الى المشفى 
ليخبرها امير بمختصر عن ان اختها قد اغشى عليها و هى بالجامعه فاڼفجرت سارة بالبكاء و شهقات بكائها تعلو وامير لا يعلم ماذا يفعل لها ليهدئها
اهدى هى كويسه اكيد مفهاش حاجه دا مجرد اغمى عليها مفهاش حاجه يعنى انتى بس اقعدى هنا و انا هروح اسأل الاستقبال بس متتحركيش لحد ما ارجعلك فاهمه
اومأت له سارة بصمت و هى تشعر بغثات بكاء تتصاعد مرة اخرى الى مقلتيها و هى تشعر بالتيه و الضياع و العجز و عدم معرفتها لما يدور حولها 
ذهب امير الى الاستقبال تاركا سارة بمفردها يحيطها ظلمتها تتذكر ايامها الصعبه التى قضتها فى المشفى تذكرت مكوثها بها لمده لا بأس بها تنتقل من عمليه الى الاخرى بأمل استرداد بصرها ولكن بلا فائدة 
اعادها من شرودها ذلك الصوت الانثوى الذى طالما ما كانت تمقته و تنزعج من سماعها له 
ايه ده ساره الصياد مش معقول !!
عدم القدرة علي تحمل فقدانه تظهر بكامل قوتك وتذهب بعيدا برغم أن كل ما بك يريد أن يبقى ولكن الكبرياء يغلبك يا صديقي فقط الكبرياء 
كان يجلس على احد مقاعد حديقه المشفى ينفث سجائره پغضب و كأنه يخرج بها غضبه من نفسه الا ان جاءت هى و سحبت السېجار من فمه و القتها أرضا من ثم دعثت عليها نظر اليها پغضب لكنه تفاجأ بأنها نفس الفتاه وهمس بصوت لم تسمعه هى 
انتى
تولين بصوت رقيق وهى تنظر الي عينيه مباشرة ليفتتن مالك بفيروزتها الساحرة لتتحدث برقة 
غلط تشرب سجاير و انت متعصب غلط اصلا تشربها بصفه عامه و بعدين احنا فى مستشفى حضرتك مهما كان غضبك او ضيقك اللى بطلعه فى السجاير دى مش هيفيدك ولا هيضيعه بالعكس هيزيد و بعدين متخافش عليهم هما حاسين بتعبك معاهم اوعى تضعف انت سندهم و قوتهم خليك دايما قد ثقتهم فيك انت بتحاول تسعدهم و متحسسهمش ان فى حاجه نقصاهم و انت بتعمل كل اللى تقدر عليه و زياده 
انت بتحبهم و هما كمان بيحبوك 
و ذهبت بهدوء كما اتت تاركه مالك مصډوم و متفاجأ من حديثها هذا و كأنها تعرف عنه كل شئ و خاصه تحدثها عن ملك و ساره و بما يحاول ان يقدمه لهما و اسعادهم و ان لا يشعرهم بيتمهم 
و لكن مالبث الا ان ابتسم و اسعده حديثها هذا 
و عاد الى الداخل مرة اخرى لكن بحال عكس ما خرج عليه و كانت ابتسامته تزين ثغره وكأن كلماتها تلك انعشت فؤاده و اعادت له ثقته فى حب اخوته له و عاد هو أيضا 
بينما هى ذهبت من امامه بخطوات مسرعه تحاول حبس تلك الدموع التى تهدد بالهطول الى ان و صلت الى مكتبها و ما ان اغلقت بالباب اڼفجرت
بالبكاء و هى تحدث نفسها بالم 
يارب قلبى بقى معدش مستحمله يارب يارب انا بحبه بس مش هقدر كبريائى بيغلبنى عن انى اكلمه واعترفله يارب حنن قلبه عليا 
الكلمة الطيبة كافية أن تزرع الإبتسامة على شفاه من نحب كافية لمنحهم القوة والسعادة 
بينما كان عقله ينهر قلبه ويطلب

منه المغادرة و بسرعه فهى منذ قليل كانت مع رجل اخر و من يعلم فمن الممكن ان يكون زوجها خطيبها او حبيبها اتركها واذهب قبل ان تتعلق بها اكثر من ذلك وتستيقظ على كابوس انها امرأة متزوجه وستلقب بلقب حب المعلم لتلميذته المتزوجه ارحل يا عدى ارحل و ما كاد ان يرحل حتى رأى ذلك الشاب الذى كان يجلس معها صباحا فى كافتيريا الجامعه يهم بالدلوف الى غرفتها و هى بمفردها و فورا تصاعدت الډماء الشرقيه فى عروقه و اقترب هو مسرعا يدلف الى الداخل دون حتى استاذان 
كانت ملك تبكى بصمت فهى تعلم انها السبب فى امر
 

انت في الصفحة 8 من 84 صفحات