رواية رائعة بقلم الكاتبة لولا نور
انت في الصفحة 1 من 107 صفحات
في فيلا قديمه ذات طابع اثري في حي من احياء مصر الجديده العريقه تجلس سوار الحديدي في شرفه غرفتها تنظر امامها للشجر الخالي من الاوراق الناشف الخالي من الحياه مثلها تماما فاليوم هو اخر يوم في قضاء عده طلاقها من زوجها بعد زواج دام لخمسه عشر عاما زواج ظنت انها تزوجت عن حب من الرجل الذي امتلك اول دقه قلب لها حينما التقوا تحديدا منذ سبعه عشر عاما داخل الحرم الجامعي حيث تدرس في كليه تجاره انجليزي في السنه الثانيه وهو في السنه النهائيه لبكالريوس الهندسه قسم ميكانيكا السيارات التقوا في رحله اقامتها الجامعه لاحد الشواطئ السياحيه اعجبوا ببعض من اول نظره ويوم عن يوم زاد القرب بينهم حتي صرح لها بحبه الكبير لها ورغبته في الزواج منها فور تخرجه وبادلته حبه بحب اكبر واعمق وعاهدته ان تنتظره وان لا تكون لاخد غيره وبالفعل تزوجوا وعاشوا معا سنوات طويله مليئه بالحب والود والكثير من العقبات وانعم الله عليهم بانجاب بنت جميله بعد زواجهم بسنه اسمها سيلا وبعدها بعامين رزقوا بولد اسموه اسر وعاشوا عمرا طويلا جميلا وسط ضحكات وافراح اولادهم ونجاح زوجها وترقيه في عمله يوم بعد بوم اما هي فاكتفت بالشهاده الجامعيه وتفرغت لحياتها الاسريه عن طيب خاطر وؤدت طموحها في ان تصبح امراه عامله لها كيانها واستقلالها ولكنها عمدت علي تحقيق كيانها في اولادها وبيتها وربتهم علي احسن ما يكون وعملت علي عدم التقصير في حق زوجها او الانشغال عنه وعن طلباته بمتطلبات البيت والاولاد كمعظم الزوجات بل علي العكس كانت تهتم بشكلها وجسدها حتي تكفي زوجها ولا تدعه يري غيرها والكل كان يشهد بحسنها وبهائها ومن يراها لا يصدق ان ام لاولاد في مرحله المراهقه .
Flassh back
قبل الحقيقه باسبوع
سوار يالله يا اسر اجهز علشان التمرين وانت يا سيلا حضري حاجتك علشان اوصلك الدرس في طريقي لتمرين اخوكي مش عاوزه اتاخر زي كل مره والكابتن يسمع اخوكي كلمتين
اسر بطلي رخامه انا خلصت لعب ولبست خلاص فاضل الكوتشي واجيب شنتطي وانزل
سوار طاب يالله وبلاش غلبه انتوا الاتنين مش كل شويه خناق مع بعض وبابي لو جيه وسمعكم بتتخانقوا زي كل مره مش هيعديها علي خير
اسر وسيلا هو فين بابي ده ده كل يوم بيرجع مش قبل الساعه باليل بنكون نمنا ونصحي الصبح منلاقيهوش
سوار انتوا عارفين بابي بيتعب علشانا قد ايه وهو ظروف شغله كده وبعدين انا مش مقصره معاكم في حاجه كل واحد مننا له دوره اللي بيقوم بيه هو بيتعب في شغله علشان يجيب لكم اللي انتم عاوزينه الموبايلات والبلاي استيشن والمدارس والدروس والتمارين وانا بقوم في دوري في البيت معاكم وبشوف طلباتكم ومذاكرتكم وانتم المطلوب منكم تخاليكوا في نفسكم وتشوفوا مذاكرتكم ويالله كفايه رغي هنتاخر.
سوار حمد الله ع السلامه يا حبيبي ايه اللي اخرك كده ده الساعه عدت ١٢
سوار طاب ما انا بكلمك كتير مش بترد او بتقفل عليا وانا ببقي قلقانه عليك
ايمن ما انت عارفه لما بكون مشغول مش بعرف ارد عليكي بيبقي معايا ناس وقلت لك كده كتير مش جديده يعني
سوار ماشي خلاص احضر لك العشا
ايمن لا انا جعااااان نوم هاخد شاور وانام تصبحي علي خير
وتحرك باتجاه غرفه النوم لتغيبر ملابسه والاستحمام ولكنه وقف قبل في منتصف الطريق والټفت اليها واخبرها
ايمن اه علي فكره انا مسافر اخر الاسبوع ده اسكندريه علشان عندنا افتتاح فرع المعرض الجديد بتاع الشركه وهغيب اسبوعين
سوار بدهشه اجابته اسبوعين يا ايمن هتقدر تسيبني انا والولاد اسبوعين ده غير اننا عندنا مدارس وتمارين وبعدين اسر عنده ماتش الاسبوع اللي جاي مش هتخضره كمان
ايمن الله وانا اعمل ايه يعني ده شغل اقول لصاحب الشغل معلش مش هقدر اسافر اشوف شغلي اصل ابني عنده تمرين وعاوزني معاه ومراتي مش هتقدر تقعد اسبوعين من غيري
سوار انا مقصدش كده انا بس كان نفسي نكون سوا
ايمن عارف يا حبيبتي وانا كمان ڠصب عني انا بشقي وبتعب علشانكم وعلشان اقدر اجمع فلوس البيت اللي عاوزين نجيبه بدل بهدله الايجار وكل شويه نعزل من بيت لبيت
سوار يا ما قلت لك بلاش نبيعها مش هنعرف نشتري غيرها تقولي صغيره علينا انا عاوز بيت كبير لينا ولولادنا بعد كده وادبنا بقالنا خمس سنين متمرمطين في الايجار
ايمن خلاص يا حبيبتي هانت ان شاء الله انتي بس ادعيلي ربنا يكرمني وانا اعوضك عن كل اللي راح واجيبلك الدنيا كلها تحت رجليكي
سوار احتضنته بحب جارف ونظرت له بنظرات كلها حب ووله قالت...حبيبي ربنا يخاليك ليا انا مش عاوزه حاجه من الدنيا دي غير حضنك وبس ده عندي بالدنيا كلها
نظر لها ايمن بعبث وقال.. انا مش قد الكلام الجامد ده بقولك ايه هما العيال نايمين من بدري
ضحكت وقالت له .. اه من بدري بتسال ليه
رد عليها وهو يميل عليها ويحتضنها برغبه اصل انا عاوز اكلمك في موضوع مهم جدا جدا ومش عاوز حد من العيال ولاد الكلب دول يسمعنا ضحكت سوار علي طريقته العابثه التي لم تتغير مهما طال بهم العمر معا واطلقت العنان لمشاعرها ان تذوب فيه ومعه وتحلق في سماء الحب والمشاعر الفياضه التي لم تنضب ابدا.....او هكذا كانت تظن قبل ان ينقلب كل شيء راسا علي عقب ويظهر كل شئ علي حقيقته بعد سفر زوجها في رحله عمله المزعومه
في مكان اخر وليس بالبعيد وتحديدا في القاهره الجديده في فيلا كبيره بها حديقه واسعه محاطه بسور عالي لا يكشف ما وراؤه يجلس عاصم داخل غرفه مكتبه الكبيره الفخمه علي كرسيه الهزاز يتحرك به في حركه رتيبه للامام والخلف