الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة ډفنا عمر

انت في الصفحة 15 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز


تمني ألا يحدث بينهما صدام يعكر صفوهم خاصتا أمام بناتهم الصغار يكفيهم ما عاصروه طيلة الفترة الماضية من جدتهم 
أنا عاملة رز بلبن حلو أوي تعالوا دوقوه هيعجبكم 
نكس رأسه بحزن لا يعرف ماذا يفعل يود تلبية دعوتها لكن يهاب ردة فعل صغاره وزوجته أن يرفضوا بفظاظة لن يتحمل هذا هم بقول شيء ما يلطف الأجواء فقاطعه مبادرة أبرار بقولها 

شكرا يا تيتة بابا أخدنا أحنا وماما مطعم واتعشينا بيتزاهت وبعدين أكلنا طواجن أم علي عشان أختي رهف بتحبها أوي 
بينما صاحت الأخيرة وهي ترفع كف والدتها 
شوفتي يا تيتة بابا جاب لماما ايه وجاب لكل واحدة فينا حلق دهب كمان شوفتيهم 
واستعرضت الصغيرة أذنيها للجدة ببراءة لا تشوبها خبث فتبادل أبويهما النظرات ثم غمغم يونس وهو يربت علي كتف والدته كي لا يخذلها تسلم ايدك يا ماما زي ما بنتي قالت أتعشينا بره بكره الصبح هنزل أنا والبنات عشان ندوق الرز بلبن بتاعك 
رغم كل ما حدث يرفق بها ويبرها وېخاف ڠضبها ويراعي مشاعرها كل مرة يعاملها بهذا الفيض من الحنان والرفق تتقزم في مرآة ذاتها أكثر وأكثر وتشعر بالندم ليته كان فظا غليظ القلب ما كانت أحست بهذا التحقير داخلها أطرقت رأسها تهتف باستسلام من فقد حقوق الطاعة
زي مابتحبو يا ابني 
ممكن أدوقه
سماع هتافها جعل عيناه تجحظ وهو يرمق زوجته بدهشة بعد ما قالته بينما تطالعها والدته بذهول مماثل غير متوقعة أن تسمع صوتها فضلا عن أن تقبل تناول شيء من يدها 
خلاص وأنا كمان هاكل مع مامتي 
قالتها الصغيرة حفصة وهي تتعلق بكف والدتها ليتعاظم شعور الجدة بالدناءة والخسة أمام نفسها بقوة تذكرت ما فعلته كأنها كانت أخرى نفضت عنها تخبطها وتمسكت بأذيال الفرصة وهي تصيح بحفاوة حقيقة تلك المرة طب يلا ادخلو يا حبايبي وانا هجيب أطباق للكل 
دلفوا جميعهم فقالت رهف أنا بطني مليانة مش هقدر أكل تاني يا ماما ثم حدثت شقيقتها أنتي مفجوعة ياحفصة أزاي هتاكلي بعد ما اتعشينا بيتزا وام علي 
عيب يا رهف سيبي اختك براحتها 
ڼهرتها رضوي ويونس يعتصر كفها بين راحته يريد غمرها بقبلاته لموقفها المشرف لأنها لم تكسر خاطر والدته ورفقت بها منحته نظرة متفهمة تلقفها بحب وشكر كأنه يعدها أن يكافئها بالكثير فابتسمت له لتأتي الأخرى حاملة أطباق حلواها بحماس غير مصدقة أنهم الآن بين جدران منزلها 
بيد مرتعشة أمسكت طبق الحلوى وعجزت أن تقدمه لزوجة ابنها ليباغتها يونس باحتواء كفها بعد نزع الطبق منه ثم لثمها بتقدير هاتفا تسلم ايدك يا ماما أكيد حلو من قبل ما ندوقه 
لم تستطع الصمود تلك المرة جرفها تيار مشاعرها المذنبة لعاصفة بكاء بدأت بسحابة دموعها تكثفت بين مقلتاها وأنهمرت سريعا ليضمها إليه يونس رابتا عليها لتهدأ 
مالك ياتيتة
طب خلاص ماتبكيش هناكل الرز بلبن 
وانا كمان بس ماتزعليش
الأولي من حفصة والثانية قالتها رهف أما الثالثة من أبرار ليعلوا صوت نحيب الجدة بين ذراعي يونس فيحتويها أكثر ثم نظر لأكبر صغاره قائلا حبيبتي خدي المفتاح من ماما واطلعي فوق مع اخواتك 
حفصة لا أنا عايزة افضل مع تيتة يا بابا 
رمقها بحنان اسمعي كلام بابا ولا عايزاني ازعل منك 
أزعنت لأمره وهي تحدج جدتها بشفقة حاضر 
لم يعد غير ثلاثتهم بعد صعود الصغار فأجلسها فوق أريكة قريبا وجثى على ركبتيه محتويا وجهها بين راحتيه كفاية يا أمي دموعك غالية عندي 
ظلت كتل جسدها تهتز بكاء منكسة رأسها لا تقدر علي النظر إليه فرفع وجهها عنوة لتبصره ثم قال يا ماما مهما حصل انتي امي وحبيبتي ورضاكي ودعاكي أهم حاجة عندي خلاص اللي حصل حصل أنا مش زعلان منك ثم نظر لزوجته مرسلا
بنظراته رجاء خفي وقال ورضوي كمان مش زعلانة منك 
رمقته الأخيرة بغموض طال معه صمتها قبل أن تقول لأ زعلانة 
سقط قلبه بين ضلوعه وشحبت ملامحه لتصيح بعدها بمرح وهي تمسك إحدي كفيها جاثية أرضا جوار زوجها أديني مروحتي وسجادتي وصواني التيفال الأول يا حماتي 
رمقتها الأخيرة بدهشة غير مصدقة أنها عادت
تمزح معها ليقول يونس ملتقطا طرف مزاحها طب وبالنسبة للأسورة الدهب اللي دفعت فيها ډم قلبي مش عجباكي يا ست هانم ماهي دي بدال صوانيكي ومروحتك 
نقلت بصرها بينهما وجبل ذنبها يزداد ارتفاعا وثقلا لتقول بصوت مبحوح من البكاء سامحوني يا ولاد حقكم عليا أنا ظلمتك انت ومراتك يا يونس جيت عليك وكنت أنانية أكلت شقاك لاخوك زي ما قلت ومش عيب وانا في عمري ده لما اقول انكم علمتوني درس مش هنساه لو حد تاني غيركم ما كانش بص في وشي تاني لكن انتم فيكم الخير سامحوني يا ولاد سامحوني 
ثم عانقت كليهما بقوة رابتة علي ظهورهما ثم
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 18 صفحات