رواية رائعة بقلم الكاتبة مروة حمدي
احمد على جبهته بيده وقد تذكر محمد أخاه المتوفى
الثانى متابعا...
هحكيلك حكاية اخين عاشوا لحالهم بعد ابوهم وامهم ما هملوهم وراحوا للى خالقهم وافتكروا ان ده اخر حزن هيعدى عليهم لحد ما فى يوم اتفرق الأخوات واللقاء بينتهم بجا صعيب يا ولد أبوى.
ختم حديثه بشهقات تؤنب بنوبه بكاء قادمه جعلت حيرة ذاك المراقب تصل لذروتها بعدما ازاح احمد يده عن اذنه فلقد كان يهيئ نفسه لصرخات كمثيلة ليله امس وهو يراها اقتصرت على دموع تجرى كشلال من المياة وصاحبها يتقوقع على نفسه من جديد كطفل صغير وبدون مقدمات ذهب بثبات عميق.
غابت الشمس بالافق لينسدل الليل بستائره خرج أحمد من غرفته بعدما نادى عليه العم جابر ليتناولوا طعام العشاء.
احمد هو مش لسه بدرى على الاكل يا عم جابر
الغفير ياضاكتور احنا بلدنا بتقفل من المغرب وكله بيتك بيتك يتعشى ويجوم يريح لأجل شقى تانى يوم.
الغفير جابر وهو علي بيعرف يسكت برضه الرطاط ده!
احمد بضحكات صغيرة متتالية حاول على قدر الإمكان حجزها اخدت لبالى.
الغفير جابر على العموم قالى وانى زعلت منك جوى فيها دى يا ضاكتور برضه إكده تشتمنى بالحثيث!
الغفير جابر على راحتك يا ضاكتور على العموم الوقت إتاخر انى اخبط على الولايا بكره الصبح قبل ما اعاود دارى هروحلهم واتفقلك معاهم.
احمد ناظرا للهدوء من حوله يعنى الدنيا ليلت اهى وصاحبك ساكت ده حتى الشارع نفسه مسكت.
الغفير جابر ما انا قولتلك من المغرب إهنه كله بيته بس يا دكتور ال تقصده مش صاحبى وبس لاا ده فى مقام ابنى بعدين الحالة إلى انت سمعتها امبارح مش هتكون حداه على طول.
الغفير جابر يعنى بيكون ساكت منسمعلوش حس ومرة واحده يبجى زى صرينه المطافي ما تفهملوش ساعه هادى ساعه يبكى ساعه يضحك ساعه ېصرخ ساعه يغنى واهو غلب وكان مستخبيله.
كانا يجلسون خلف البوابه مباشرة أمام قصعه تشتعل بداخلها
النيران ليقف أحمد من مكانه يتحرك للجهة الأخرى ينظر إلى الطريق والمنازل.
أحمد تعرف يا عم جابر انى. بجب الهدوء جدا.
احمد متلفتا للبيوت بنظره نفسى اسكن فى شارع زى كده بكتير اربع خمس بيوت فيه.
العم جابر كلهم قرايب وعيلة وحده مايدخلوش غريب واصل عليهم غير وردة ال سكنت فى البيت الطين الوحيد ال قبال باب بيت صبرى.
تحركت عيناه على الوصف بعدما اعتدل بجسده وعينه على ذاك الشباك المفتوح نسبيا ومنه إلى البوابه الخشبية أمامه ضيق عينيه مبصرا كتله سوداء تقف أمام ذاك الباب توليه ظهرها احتار من أمره هل يؤهى له أم أنه تأثير الظلام من حوله فأغشى على عينه! او هل هناك أحد حقا يقف هناك! كان يتسائل وقدمه تسير للخارج للحصول على إجابه لاسئلته
يا ترى كل طب صحى حاسس بالعيئ جلبى واكلنى عليه ومش عارفه ليه
تناولت قليلا من الطعام بصمت.
ما تكملي لجمتك يا بتى
ماليش نفس ياما هحوشها لبليل عشان بجوع.
الام بهمس لنفسها بتجوعى برضك
الام طب ابجى خلى بالك لحسن وكل الليل بيتعب القلب والمعدة.
نفضت يدها من الطعام تحمد الله متابعه.
انا داخلة انام لأجل بكرة والهم ال مستنى لمى ورانا وغسلى واطلعى نامى.
أؤمات برأسها وانتظرت خلود والدتها إلى النوم باكرا كعادتها بخفة صعدت إلى الغرفة تتأكد منها اتجهت إلى الشباك تبحث عنه بعيناها ولكنها لم تجده خشيت عليه.
نظرت إلى كيس الطعام بيدها كيف تلقيه وهو غير موجود بباحه الدار تطلعت على الحئ يمينا ويسارا وقد أغلقت الأبواب على ساكينها لتبتعد هابطه لاسفل حاملة ملفحتها وقد ارتدها قباله الباب وحرصت الا يظهر منها شئ لتخرج تاركه باب منزلهم مفتوح قليلا.
بلهفة تتحرك إلى غايتها ومن تلك الفسحة الصغيرة بين البابين الخشببن المتهالكين نادت بصوت هادئ.
سى صبرى سى صبرى...
لم تتلقى إجابه لتنادى من جديد وقد اعتصر قلبها خوفا ولم تعى بذلك القادم من الخلف.
أمانة يا سى صبرى لترد عليا وتطمئن قلبى عليك سى صبرى انت فين
تابعت وقد أوشكت على العويل يا مرى يا حزنى طب أعمل ايه ليكون جرالته حاجه عفشة من عشية طاب الطم ألم الناس ولا اصړخ واجول الحقوا يا خلج يا مرك يا وردة.
عادت تنظر من جديد وقد خطت الدموع مجراها على وجنتيها تنادى كغريق سى صبرى سى صبرى...
حتى ظهرت أمامها عيناه فجاءة لترتد فزعه إلى الخلف وضعت يدها على قلبها تهدأ من ضرباته العالية التقطت أنفاسها تنظر إليها بعتب كنت فين يا سيد الناس وانا بنادى عليك من بدرى أشار بيده خلف الباب دون حديث كعادته استغرب له