رواية رائعة بقلم الكاتبة رنا هادي
كل حياتي حزينا دون أن أتسول الفرحة ممن يستكثرونها علي هذا أنا
الحلقة الثالثة عشر
بعد مغادرة عائلة الشهاوى جلس الثلاث اشقاء فى الصالون فى جلسة صامته سارة تجلس تتحسس دبلتها التى اعطاها لها امير منذ قليل تلك الرجفة التى شعرت بها ما ان شعرت بانامله تلمس يدها رقته وهو يدخل الدبلة فى اصبعها لم تكن تعلم أن يعاملها بتلك الرقة ظنته قاسى المعاملة كفه الدافئ الذى أحاط بخاصتها تستغرب انها شعرت بكل تلك الاحاسيس فى تلك الدقائق المعدودة
اما ملك تلك المجنونه الصغيرة كانت تقوم باللعب فى هاتفها غير منتبها لاخوتها الغارقين فى افكارهم لم تدرى انها تذم شفتيها كالاطفال عندما خسړت وتلقى بالهاتف بجانبها على الاريكة انظر بسخط على اخوتها الشاردين فى افكارهم
انتم لحقتوا تسرحوا فى حبايب القلب
لينتبه مالك اولا على ما قالته قائلا باستغراب وهو يعقد مابين حاجبيه
بتقولى ايه يا بت
انت
لتقول ملك بضيق مصطنع يا عم اقسم بالله امك وابوك مسمينى اسم ما هما مش هيطلعوا شهادة ميلاد على الفاضى
قاطعها مالك بضيق حقيقى فهو الان لا يحتمل سخافتها وجنانها فيكفى ما يدور بعقله ويشغل تفكيره من ترتيبات وأمور يجب تنفيذها لتلك الزيجتان
لتردف ملك بحزن وهو تنقل نظرها بينه هو واختها سارة ايوة فيه انتوا الاتنين زعلانين مالك انت قولت انك تقدر تحل الموضوع دا بس مش عاوزاكم زعلانين مش هى دى الفرحة اللى كنا بنرسمها زمان مش عاوزة اشوفكم زعلانين كدا
ليبتسم مالك بخفة على اخته الحنونه ينهض من مكانه يجلس بجانبها بعد ان اخذ يد سارة لتنهض وتجلس معهم على نفس الاريكة ليكون هو بينهم يحيط بذراعيه كتف كل واحده منهما يقبل راسها كلا منهما بحنان اخوى لا يميل
قائلا بنبرة هادئه وواثقة فعلا انا قولتلكم كدا واقدر انى اعمل كدا بس بما اننا وافقنا على الخطوة يبقى نكملها والله اعلم الخير فين بس انتى يا سارة لو خاېفة او قلقانه متجازفيش وقولى من دلوقتى لسه فاضل يوم انا مش هجبرك على حاجة ابدا
لتردف سارة قائله بهدوء ورقه وابتسامه بسيطة مجاملة لا انا موافقة انى اخد الخطوة دى وبما انها زى ما قولتوا هتفضل لحد ست شهور فانا هعتبروا زى اختبار لنفسى من حيث أن هعرف اتعايش مع ظروفى وانا كفيفة ولا لأ
هتقدرى وهتكون احسن زوجه بس بلاش تحطى فى دماغك طول الوقت انه صفقة حاولى تتأقلمى انه جواز بجد فهمانى
لتومأ سارة بصمت وابتسامه تزين ثغرها ليردف مالك بعد صمت استمر للحظات
دلوقتى انا هروح بكره اخد تولين اوريها بتنا التانى
ملك بتساؤل وهى تنظر اليه هو انت مش هتجهز الشقة اللى بابا كان جيبها ليك عشان تتجوز فيها
لا مش حابب وكمان الشقة دى هناك فى شعراوي وانا مش هسيبك لوحدك وبعدين كمان عشان لو سارة جت تقضى يوم معانا او تبات تكون حجاتها موجوده من الاخر هو بتنا الاحلى والاكبر وهى لو عاوزه تعمل حاجة فى الجناح بتاعى تبقى تقولى واغيره ليها
لتدير ملك راسها بضيق تهمس بين أسنانها پغضب قائلة ما تديها أوضة الضيوف احسن
لتبتسم سارة بخفة عند سماعها همس اختها الغاضب لكنها تعلم أن اخيها لا يحب لاحد ان يشاركه باغراضه فما بالك ان تشاركه
واحدة بحياته تتذكر عندما كانا صغار كان دائما يقول لوالدتهما انه عندما يكبر لن يتزوج بل سيراعى اختيه لطيلة حياته وبالفعل قد أوفى بكلمته فهو الى الان يرعاهما يغدقهما بحنانه لا يتركهما لكنه الان سيتزوج
ما أحلاها رجفة القلب القوية لما تجيك وقت تشوف حدا بتحبو
صباح يوم جديد بشمس مشرقه تدلف الى تلك الغرفة ذات الألوان الهادئه المريحة للاعصاب تستيقظ تلك الجميلة بحماس تنهض من فراشها تدلف الى الحمام الملحق بالغرفة لتخرج بعدها وهى تلف مأذر حول جسدها وتمسك بيدها احدى المناشف الصغيرة تجفف بها شعرها لتتجه سريعا الى خزانة الثياب وتخرج حقيبة كبيرة الحجم تضع بها بعض الملابس لمختلف المناسبات من ثم تغلقها جيدا بعد ان تأكدت انها جهزت كل شئ لتلطقت احدى الاطقم المريحة وترتديها من ثم تقف أمام المرأة لتمشط شعرها بشكل كعكه عشوائيه وتقوم بعمل بعض الماسكات لترتطيب بشرتها وجعلها ناضرة من جديد ليمر بها الوقت الى ان وصلت الساعة التاسعة حتى نهضت مسرعه لتخرج من خزانتها فستان صيفي بلون البنفسج يصل إلى بعد
لتجد جدها يجلس كعادته يرتشف من قهوته الصباحية ويقرا الجريدة كروتين كل يوم لتقترب منه تقبل يده